لقد قتلوا الوطن ومشوا بجنازته..
السياسيون اللبنانيون وأحزابهم وتياراتهم وتكتلاتهم قاطبة (دون استثناء) هم المتهمون بتفكيك لبنان ديموغرافياً، وإجهاض حكم الدولة لصالح الحكم الميليشيوي، وإسقاط الحكومة، وتعطيل منصب الرئيس، وحقن اللبنانيين بالمخدرات الطائفية، وإفراغ لبنان من طبيعته التقدمية، وتسليمه لقمة سائغة في براثن الرجعية والاقتتال الطائفي والصراع على السلطة.
عشت بين اللبنانيين طيلة أعوام خلت، وكنا نجلس في الصالونات الأدبية والتجمعات الثقافية والفعاليات الإعلامية السني والمسيحي والدرزي والشيعي واللبناني والسوري والكويتي والعراقي كتفاً إلى كتف، تجمعنا الإنسانية وترص صفوفنا العروبة كما لو أننا عقد منضود.
الشعب اللبناني ليس طائفياً ولا ميليشياوياً، بل هو حضاري بطبيعته، وهنا في الخليج نقول دائماً (إذا أردت إنجاح المؤسسة، فعليك بمدير لبناني) فالأدب ولياقة الحديث ولباقة الظهور والجاذبية الاجتماعية والذكاء وديناميكية التفكير هذه هي سمات الإنسان اللبناني كما نعرفه، بخلاف مايروج له السياسيون اللبنانيون من أن اللبناني طائفي وميليشيوي ودموي ورجعي ومتعصب كل لطائفته ومذهبه أو حزبه أو تياره أو تكتله..
السياسيون قتلوا لبنان ومشوا بجنازته.. والآن عينهم على الشعب اللبناني.. فيا علي ويا عمر ويا إيلي ويا حمزة لا تكونوا الضحايا القادمين للمتاجرين بدمائكم، وصافحوا بعضكم بعضاً تعيشوا بسلام مطمئنين.. كل اللبناني على اللبناني حرام دمه وعرضه وماله..
أخوكم فداء الحلبي